لغة التحدي والإرادة ببصمات البصيرة
في ركن من أركان الحياة، حيث يغيب البصر لكن يحضر النور، يجلس المكفوفون بقلوب مفتوحة على العالم. إنهم يرون بعين أخرى، عينٍ داخلية تنقش على جدار الروح إشراقة البصيرة.
حين يلامسون الأرقام، لا تكون مجرد رموز جامدة، بل تتحول في أذهانهم إلى موسيقى منطقية، وإلى لوحات عقلية متقنة، يصوغونها في صمت، ثم يطلقونها في فضاء الحساب الذهني بدقة مدهشة. هنا، لا حاجة إلى ورق ولا قلم ولا آلة حاسبة، فالعقل يتألق كأنه لوحة مضيئة تترجم المعادلات إلى مسارات من نور.
ولعل مبادرة الجمعية التونسية لتكنولوجيا التربية الحديثة بعنوان "لغات مختلفة.. هدف واحد" والتي تُقام من 3 إلى 19 أكتوبر 2025، تجسيد حيّ لهذه الرؤية. فهي تفتح المجال أمام لغات متعددة للتواصل والفهم، وتُبرز أن لغة أصحاب الهمم، وخاصة المكفوفين، ليست مجرد طريقة للتعبير، بل رسالة قوية تهزّ القلوب: أن الإنسان قادر على تجاوز العتمة بنور داخلي، وأن البصيرة أقوى من أي حجب.
"إنها زاوية منقوشة بنور البصيرة، تُخبرنا أن العقول المضيئة لا تُطفئها الظلمة، بل تجعل منها ساحة أوسع للإبداع، حيث تصبح الأرقام حروفًا للحرية، ورياضيات الحياة أسلوبًا للانتصار."